الجمعة 24 يناير 2025

قصة الشاب كمال

موقع أيام نيوز

قصة الیوم 
كمال شابٌ طالح سيء التعامل يسيء إلى أي شخصٍ يراه سواءً بوصفه بما يكرهه أو التنمر عليه
حدث في احد الأيام أنه مر ببستان رجلٍ ضرير فقال له وهو ينوي أذيته بعد أن قڈف إليه حجراً : اعده لي أن استطعت يا فاقد البصر
فاجأه الضرير بابتسامته وقال له : ما رأيك أن تشاركني الغداء فأنا وحيد!!
امتعض كمال وهم بالمغادرة ولكن الرجل الضرير استوقفه وقال له :
دعوتك فلا تردني فأنا وحيد وسنستأنس سويا
وافق كمال على مضض ودخل إلى منزل الرجل الضرير وصحبه الضرير إلى طاولة الطعام وكان بها الكثير من الطعام الشهي
بادر الرجل الضرير بالحديث وقال : كما ترى الطعام كثير ولن أستطيع تناوله وحدي بالطبع!!
كمال : وما الذي دفعك لطهو طعامٍ بهذا القدر؟؟
الرجل الضرير : لم أكن لأطهوا كل هذا الطعام بالطبع حفيدتي هي من صنعته لي فقد كان سيزورني ضيفاً اليوم ولكنه اعتذر لظرفٍ طارئ.
لم تمضِ بينهما حوارات كثيرة وقت الطعام ولما انتهى كمال هم بالمغادرة فاستوقفه الضرير وقال له : يا شاب هل ستزورني مرة اخرى؟
كمال : ومن قال بأنني اتيت لزيارتك انت من أصر على دخولي، ثم هل رأيت اسلوبي معك لتطلب مني زيارتك مجدداً؟!
الرجل الضرير : أنا لم أرى منك تصرفاً خاطئاً بل سررت بوجدك اليوم..
إذن هل ستزورني في الغد؟؟
تعجب كمال من أسلوبه معه وإلحاحه لطلب الزيارة فقال بعد تردد : سأفكر.. ثم ذهب.
في اليوم التالي مر ببستانه وكان متردداً في دخوله ولكنه وجد قدماه تقوده للبستان لا إرادياً!
وكانت زيارته هذه المرة أفضل من المرة الأولى حيث لم يبدر من كمال اي تصرف خاطئ وتعارفا على بعضهما اكثر
وفي اليوم الذي يليه تطورت علاقتهم وأصبح الرجل الضرير يحاوره في مواضيع أخلاقية ولكن بطريقة غير مباشرة وكان كمال عندما يخرج من مجلسه يدرك معناها ويفكر بها مطولاً
ومرت الأيام ولا تزال زيارات كمال للرجل الضرير مستمرة، وقد أثرت فيه الزيارات بشكلٍ جذري!! 
فقد تغير اسلوبه وتعامله مع الناس بشكلٍ جذري حتى أصبح الناس يحبونه ويتقبلونه 
وفي آخر زيارةٍ له للرجل الضرير قال له : يا رجل لا أعرف ماذا أقول لك انا منذ رأيتك تغيرت حياتي للأفضل وأصبح تعاملي مع الناس افضل وتعاملهم لي افضل حتى كونت علاقات وطيدة ودخلت في التجارة مع بعض الرجال وسأسافر اليوم معهم لنبدأ بتوسعة تجارتنا وصدقني أن حزني على فراق بلدي لا يفوقه حزني على فراقك
فأنت كنت السبب بعد الله في جعلي إنساناً آخر
قال الضرير : يا رجل اما قلت لك
"اصلح نفسك يصلح لك الناس"

*الحكمــــه*
الصدقة لا تكون بدفع المال أو إطعام المسكين فقط
فربما تكون من نوعٍ آخر في إرشاد الناس للطريق الصحيح